1 ـ الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول عز وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"،
ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة
عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } [أخرجه
البخاري ومسلم] وقال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من
ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن
امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }
[أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم : { الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم
أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم }
[أخرجه البخاري ومسلم]. فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك وبصرك ولسانك
وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.
2 ـ القيام: قال صلى الله عليه وسلم : { من صام رمضان إيماناً واحتساباً،
غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ
الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ
سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:64،63]، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: ( لا تدع قيام الليل،
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى
قاعداً ).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان
نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة.. ويتلو: وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً
نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] وكان ابن عمر يقرأ
هذه الآية: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9].
قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر
ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ
القرآن في ركعة.
وعن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام
أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا
يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان
المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.
وفي حديث السائب بن زيد قال: ( كان القارئ يقرأ بالمئين - يعني بمئات
الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون
إلا عند الفجر ).
تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في
القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب
له قيام ليلة } [رواه أهل السنن[/size]
منقول