أمواج البحر تتلاطم بقوة تضرب الشاطئ دون رحمة وتعود أدراجها
وقفت أنظر مكان ارتطامها أدهشني ما رأيت
حفرة صغيرة بداخلها سمكة جميلة تتحرك بسرعة ولكنها محاصرة
أينما توجهت تريد العودة دون فائدة
توقفت عن الحركة أخذت تنظر إلى البحر ولسان حالها يقول :
( متى تعودين أيتها الأمواج كي أعود إلى أهلي وحياتي المعتادة ؟ )
اقتربت من الحفرة جلست بجانبها انظر إليها وأقول لها :
(لا تخافي ستعودين بإذن الله ولكن عليك بالصبر والتوكل على الله ودعائه )
أخذت تتحرك وكأنها فهمت مقصدي وكلامي
أكملت قائلا : أيتها السمكة ( نحن أيضا بنو البشر نواجه مثل ما تواجهين
ولكن أمواج الحياة هي التي تضرب حياتنا بأملها وألمها وغالبا ألمها )
فتحمل الشخص بعيدا عن مجتمعه تعزله يبقى وحيدا قائلا :
( متى أعود كما كنت سابقا؟ )
تزداد همومه تنهار صحته تنهشه الأفكار وتخفيه الأوهام
له عودة بإذن الله ولكن متى ؟
نعم له عودة إذا أراد هو وأعانه أفراد مجتمعه ولكن كيف ؟
بالنسبة له / ( إذا رجع إلى ربه وزاد الصلة به بالصلاة والدعاء وقراءة الأذكار
وعمل الخير صفاء النية حسن الخلق بشكل عام )
بالنسبة لأفراد مجتمعه / ( إذا قاموا بتشجيعه ورفع معنوياته وتفهم رغباته
والتواصل معه )
هنا نقول أن أمواج الحياة أعادته مجددا لذاته وأرتبط بمجتمعه وأصبح أقوى
من سابق عهده وأصبحت السعادة عنوانا له والنجاح أساسا لحياته
أنهيت كلامي والسمكة ما زالت تتحرك بسرعة دون توقف
وفي أثناء ذلك
سمعت صوتا قويا رفعت عيني فإذا بموجة أقوى من سابقتها تضرب
نفس المكان وعندما عادت الموجة أدراجها لم أرى السمكة
عندها ابتسمت قائلا :
(أمواج الألم تخفيها أمواج الأمل )
مما راق لي