يايبلكم قصه من ماضينا القديم وأرجو ان تنال اعجابكم ..
يذكر أن بعمان كان عالما يدعى بأبن تميم وكان ذا دراية وحذاقة بعلم الأسرار وذات يوم ذهب لبهلاء ونزل بسوقها فأخذ يتجول به وأثناء تجوله عثر على خادم وكلما جاء رجل من الأحرار قام بتحية ومصافحة العبد يكاد أن يقبلوا رأسه وعد منهم ما يقارب العشرة رجال فقال لابد من
معرفة شأن هذا العبد فذهب إليه فاستدعاهم العبد إلى بيته هو والعشرة الأحرار فوجد أن ذلك العبد كان ساحر وله اليد الطولى في السحر وأن أولائك العشرة ماهم إلا تلاميذه وهو كبيرهم وقبيل الظهر إراد جماح الافتخار بسحره فقال لهم الساحر جماح ما رأيكم بالتنزه قبل الغداء فوافقوه الرأي وماهي إلإ لحظات حتى وجدوا أنفسهم بالجبل الأخضر فقد أستعمل جماح سحره لينزهم بالجبل ولما رأى جماح العالم أبن تميم وما عليه من هيئة ووقار العلماء أراد إستصغار العالم ابن تميم وإحتقاره فقال له لقد أحضرتكم من منزلي للتنزه في الجبل الأخضر فهل تستطيع أن ترجعنا إلى المنزل فقال إبن تمام:لم أبدا هذا الشئ لأتمه فلم يدع جماح له بد من ذلك
فما كان من أبن تميم إلا ان قام بارجاعهم بإذن الله بعلمه إلى منزل جماح وبعد ذلك قال أبن تميم لجماح جاء دوري لأقوم بنزهة معكم فما هي إلا لحظات حتى أحسوا بأنهم بأخر الدنيا في جبل قاف وبعد ان تنزهوا في جبل قاف قال إبن تميم للساحر جماح جاء دورك لإرجاعنا إلى المنزل فقام بإستخدام سحره فلم يفلح وعجز عن ذلك وكان بطن الأرض خير له من ظهرها وموته خير من حياته لما بدأ عليه من الإحراج والضعف أمام تلاميذه السحرة ومن ثم قام إبن تميم بإرجاعهم .
وبعد تناولهم وجبة الغداء نزلوا إلى سوق بهلاء فأخذت الساحر جماح الحمية بسبب الهزيمة فطغى وتجبر وزمجر وزبر وكان بجنب السوق شجرة غاف وثم قال للعالم إبن تميم إما أن تشق الغافة وأدخل فيها وإما أن أشقها أنا وتدخل فيها أنت قال له إبن تميم شقها وأنا أدخل بها ففرح الساحر وأضمر في نفسه قتل العالم إبن تميم فشق الساحر الغافة ودخل ابن تميم بداخلها ولما دخل أخذ الساحر بأرجاعها لحالتها الأولى ليقتل العالم بداخلها وأحس العالم بذلك فأخذ يطلع للأعلى إلى أن وصل في الأغصان العالية فظن الساحر انه قد قتل العالم إبن تميم فعبر لتلاميذه عن راحته بقتل أبن تميم ولكن ابن تميم قطع عليه فرحه وناداه من أعلى الشجرة أنني لم أمت بعد وجاء دورك لتدخل الشجرة فقام أبن تميم بشق الغافة ودخل الساحر بداخلها فقام العالم إبن تميم بإرجاعها لحالتها وقتل الساحر بداخلها ويقال أن الغافة توجد لحد الأن وتسمى بغافة جماح.