الغفله
تعريفها :
سهو يحدث للانسان نتيجة عدم التحفظ والتيقظ
وحقيقتها :
إلانغماس في الدنيا والشهوات ونسيان الآخرة فيجتهد في تعمير الدنيا وتخريب الآخرة الباقية فيكره لقاء الله واليوم الآخر لانه يكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب
فتراه يبني على الأرض القصر وينسى القبر وتراه منغمس في الذنوب والمعاصي وقلبه من عدم ذكر الله قاسي تراه هلوعا جزوعا منوعا فهو في الشهوات منغمس وعن الناصح معرض وعن من أرشده معترض عقله مسبى في بلاد الشهوات
قال تعالى
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
سورة الاعراف
نسينا أننا راحلون وقريباً جداً رغم أن الموت يتهددنا في كل مكان
مالذي يضمن لي ولك أننا سنبقى أحياء حتى الغد هل تجزم بأنك ستلبس ثوبك الجديد غداً ؟ أم ستُلبَس كفناً ؟
علينا أن لاننسى بأننا في زمن الفتنه وبما إنه كذالك فالمخطئون كثر
قال تعالى
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يلعبون )
سورة الانبياء
لندع دوامة الحياة ونفكر قليلا من سينقذني وينقذك من عذاب اليم
والله والذي نفسي بيده كل من حولك سيتخلون عنك حينها وتلك دار لايشفع فيها قريب ولا حبيب
بما أننا لازلنا في هذه الحياه فهنالك فرصه للتوبه فإن حياتنا هذه ماهي إلا متاع الغرور
قال تعالى
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
وأما عن اسباب الغفلة فهو حب الدنيا وليس غيره شي فحب الدنيا رأس كل خطيئة كما في الحكمة المشهورة والغفلة هي ثمرة حب الدنيا قال تعالى
{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
سورة الروم
كأنة لم يخلق للعبادة وإنما خلق للدنيا وشهواتها يخاصم ويزاحم ويقاتل وبسببها يتهاون ويترك كثيراً من أوامر الله عز وجل وينتهك المحرمات من أجلها
حتى أن أحدهم مستعد أن يترك الصلاة أو أن يؤخرها عن وقتها من أجل سوق أو عرس أو عزومه أو صفقه أو اجتماع عمل أو مباراة كرة قدم
وهم بعملهم هذا يزعمون أنهم يبحثون عن السعادة والراحة وهم لن يجدو الا الشقاء والتعاسة فقد حكم الله تعالى حكما أزليا لا راد ولا معقب لة قال تعالى
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
سورة طه
ينظر الغافل إلى آيات الله في كل مكان من فوقه وعن يمينه وعن شماله ولكن قد أعمته غفلتة عن الرؤية وعن الاعتبار
قال تعالى
(وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ )
سورة يوسف
فكان جزاء هؤلاء كما أخبر سبحانه
( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين )
سورة الاعراف
فلما غفل الانسان عن التفكر في آيات الله ازداد مرضة مرضاً فأدى إلى الغفله عن ذكر الله فلا يذكر الغافل ربة إلا قليلا وربما ماذكرة ابدا فلا يرجوة ولا يخاف منة
قال الله تعالى
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ )
سورةالأعراف
فيا ايها الغافل انتبة انها أما جنة أو نار فاختر لنفسك فأن وجدت خيرا فاحمد الله عز وجل وإن وجدت غير ذلك فلا تلومن الا نفسك
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ )
سورة لقمان .
منقول